كيفية الحديث مع الطفل والشاب عن الحرب - arabiaksi
تثير الحرب في أوكرانيا قلق الكبار وكذلك قلق الأطفال والشباب. يتواصل مع هاتف ودردشة الأطفال والشباب لرابطة مانّيرهيم لحماية الطفل (MLL) أطفال وشباب خائفون من الحرب. العديدون رأوا من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو صادمة عن ضحايا الحرب. إنهم خائفون من ناحية ما إذا كانت الحرب ستمتد إلى فنلندا أيضًا. يشعر بعض الآباء والامهات بالذعر الشديد بسبب هذا الوضع. لا يجوز ترك الأطفال والشباب وحدهم مع مخاوفهم. كما أنه قد تواصل أيضًا أطفال وشباب من أصول روسية قد تعرضوا للمضايقة والتهميش بسبب الحرب. من المهم أن نتحدث عن الحرب مع الأطفال ومع الشباب في البيت وفي المدرسة. من الممكن أن تكون هناك حاجة إلى الحوار أيضًا في حضانة الأطفال، على الرغم من أنه يتوجب حماية الاطفال الصغار من الامور المتعلقة بالحرب. نحتاج الآن إلى الوالدين والأشخاص الكبار الآخرين القريبين لخلق الأمان والأمل. قامت رابطة مانّيرهيم لحماية الطفل بتجميع إرشادات هنا بشأن كيفية تداول أمور الحرب مع الطفل أو مع الشاب. سوف نُترجم الإرشادات إلى عشرات اللغات، وننشرها على صفحات الإنترنت لدينا فورًا عند ترجمتها.
حاول قبل الحديث مع الطفل أو الشاب تهدئة نفسك من الناحية النفسية لأن المشاعر تنتقل من شخص لآخر.
بإمكانك أن تسأل ما سمعه الطفل أو الشاب أو ما رآه بخصوص الحرب في أوكرانيا، وكيف يفهم الوضع. تقبّل جميع أفكار الطفل ومشاعره. الاطفال مختلفون ويشعرون بالأمور بطرق مختلفة. لاحظ أنه ليس من السهل على الطفل أن يتحدث دائمًا عن مشاعره. من غير الضروري أن تكون لدى الطفل مصطلحات وكلمات لوصف قلقه. لا يستطيع الطفل كالشخص الكبير تحليل وتداول ما يسمعه ويراه. امنح الطفل الوقت والحيز للحديث عن تجربته بمفرداته الخاصة به وكُن مستعدًا للإصغاء إليه.
أبلغ الطفل عمّا تعرفه عن الحرب في أوكرانيا مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى عمر الطفل. أخذ مستوى العمر بعين الاعتبار معناه التحدث بتلك الكلمات والتعابير التي يعرفها الطفل. بالإضافة لذلك يُفضل التحقق أيضاً ما إذا فهم الطفل ما قلته. من الممكن الطلب من الطفل على سبيل المثال أن يُعبّر بكلماته عمّا فهمه من كلام الشخص الكبير. امنح الطفل الوقت والحيز ليسأل.
الأسئلة التي يطرحها الطفل تصف طريقته في فهم الحدث، ومن المفضل الإجابة عليها بنفس الطريقة. من الجيد الإجابة بصدق والحديث عن الحقائق باختصار. كلما كان الطفل أصغر سنًا، كلما توجب الحديث عن الأحداث بشكل عام بقدر أكثر. بإمكانك أن تقول إن المسألة عبارة عن نزاعات فيما بين مختلف الدول، حيث أنه من الصعب على الشخص الكبير أيضًا فهمها. الاطفال الاكبر سنًا من الممكن إبلاغهم بقدر أكثر عن خلفيات الوضع. من الممكن أن يكون الشباب بحاجة كبيرة إلى معرفة المعلومات، ومن المهم حينئذ مساعدتهم على فهم الوضع.
تجنب نقل مخاوفك إلى الطفل أو الشاب. يستشعر الطفل بسهولة الضيق النفسي لدى الكبار. تحدث مع الطفل فقط عندما تكون قد تداولت الضيق النفسي الخاص بك مع شخص كبير آخر. بإمكانك أن تقول إنك حزين بشأن الوضع، ولكننا في فنلندا لسنا في حالة أزمة. ساعد الطفل على فهم واستيعاب أن الامور التي تُقال في الأخبار لا تمسه. ليس من الضروري أن يفهم الطفل بُعد المسافات أو طبيعة الأزمات، والخيال من الممكن أن يخلق تهديدات عبثية. شدد على أنه يقوم رؤساء العديد من الدول بالبحث في الوقت الحاضر عن حل للوضع.
تكون ردة فعل بعض الأطفال والشباب أكثر حساسية وأكثر شدة بخصوص الأشياء التي تحدث حولهم، ومن الممكن أن يحتاجوا إلى كلام هادئ وتهدئتهم. الشيء المهم هو استيضاح بشكل دقيق ما يخاف منه الطفل أو الشاب وما الذي يُقلقه، والتخفيف من قلقه. من الطبيعي أيضًا الا يتفاعل الطفل مع الوضع بأي شكل من الأشكال. بعض الأطفال والشباب يتداولون الأمر من خلال وسائل فكاهية، على سبيل المثال من خلال النكات. الطفل والشاب لديه الحق في أن تكون لديه ردة فعل بطريقته الفردية الخاصة به.
أحيانًا من الناحية الاخرى يكون لدى الطفل أو الشاب الكثير من الهموم الخاصة به، بحيث أنها تستحوذ على كل الانتباه.
الحرب والأخبار التي تتحدث عنها من الممكن أن تصدم على وجه الخصوص أولئك الأطفال والشباب الذين جربوا الحرب أو الذين لديهم أقارب في أوكرانيا. شدد على أن الطفل في أمان ونسعى لتأمين المساعدة للناس الذين هم تحت تهديد الحرب. أبلغ أن فنلندا والدول الاخرى تستقبل الاوكرانيين وتقدم الحماية لهم. الحرب تُسبب الضيق النفسي بنفس القدر للأطفال والشباب الذين هم من أصول روسية، ومن الممكن أن يشعروا بسببها بالخجل والذنب أيضًا. من المهم التأكيد لهم أنه لا علاقة لهم بالأمر. أكد على أنه من حقهم أن يفخروا بجذورهم وهويتهم. لا يحق لأي شخص أن يُزعجهم أو يهمشهم بسبب الحرب ولا بخلاف ذلك. أطلب بأن يُبلغوا إذا حدث ذلك، وتواصل أثناء تلك الحالة مع المدرسة أو مع السلطات الأخرى.
أكد على أن مسؤولية بدء الحرب تقع دائمًا على عاتق قيادة الدولة وليس الشعب. يُعاني كل من الأوكرانيين والروس من الحرب. تحدث عن أنه يسكن في فنلندا أيضًا أطفال وشباب من أصول روسية، ويتوجب التعامل معهم بلطف كالآخرين. لا يجوز مضايقة أو تهميش أي شخص بسبب خلفيته. الأطفال ووالديهم غير مسؤولين عن الحرب. اسأل ما إذا لاحظ طفلك تعرض أولئك الذين من أصول روسية إلى المضايقة أو التهميش، وما إذا تم التدخل في ذلك. شجّع طفلك على أن يكون صديق منصف مع الجميع. لا تنقل إلى الطفل أي مواقف أو عواطف سلبية محتملة خاصة بك، وإنما تداولها مع الاشخاص الكبار الآخرين، بحيث لا يكون الطفل حاضراً.
إذا لاحظت أن الطفل خائف من شيء شاهده في الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي، فتأكد من أنه لا يُجبر على مواصلة مشاهدتها. قم بمواساة الطفل على الفور، على سبيل المثال من خلال وضعه تحت الإبط أو احتضانه وإظهار أن الطفل في أمان. أبلغ مع أخذ عمر الطفل بعين الاعتبار عما يتم الحديث عنه في الأحبار. ابق هادئاً. الطفل منذ أن يكون صغيرًا يستشعر صدمة وحزن الوالد أو الوالدة بغض النظر عما يقوله الوالد أو الوالدة. عندما يكون الوالد أو الوالدة قادرًا على نقل الإحساس بالأمان إلى الطفل، فتصبح حالة الطفل أسهل، حتى لو كان لا يزال خائفًا. إذا شعرت أنت نفسك بصدمة شديدة من الصور التي يراها طفلك، فمن المفضل إيقاف الحديث والتفكير فيما إذا بإمكان شخص آخر مُقرب من الطفل أن يمنح الطفل الأمان.
أبلغ الطفل أنه من الجيد تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل حمايته هو نفسه، كي لا يكون الطفل مُجبراً على رؤية مضامين تُسبب الضيق النفسي. غالبًا ما تكون الأخبار التي يتم نشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي دراماتيكية ويكون هدفها التسبب بالصدمة. فهي لا تكون دائمًا من مصادر موثوقة، وجزء من الصور من الممكن أن يكون من أخبار قديمة أو تم أخذها من ألعاب الفيديو. تجنب أنت نفسك أيضًا متابعة الاخبار والإعلام في حضور الطفل. كلما كان الطفل أصغر سنًا، كلما كان هناك مُبرر أكبر لحمايته من جميع الأخبار بخصوص الأزمات. لا تشاهد الأخبار أو تتحدث عنها على مسمع الطفل. من الممكن أن يكون من الصعب بخصوص الشباب تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يُفضل الحديث معهم أيضًا عن التأثر الضار للإعلام على راحة البال الخاصة بهم.
من الجيد الحديث مع الطفل من جديد، إذا كان الطفل يبدو قلقًا أو حزينًا، أو تتكرر الامور المتعلقة بالحرب عند النوم أو الكلام أو اللعب أو الرسم. كما أن الأطفال الأكبر سنًا يتحدثون فيما بينهم عن الأحداث التي تمسهم وقصص الآخرين من الممكن أن تزيد من الضيق النفسي. لذلك من الجيد أيضًا مُتابعة الحالة النفسية للشاب وكلامه ومنحه إمكانية الحديث عن الأمر. إذا كانت أعراض الضيق النفسي للطفل أو للشاب شديدة جداً، فإنها لا تزول خلال أيام، وإنما من الجيد استشارة المهنيين (على سبيل المثال الممرضة أو الأخصائي النفسي المدرسي) والتفكير معاً بشأن ما الذي من الممكن فعله بشأن الأمر.
أكّد على أنه على الرغم من عرض في الأخبار أمور مُثيرة للقلق، فإنه يوجد أيضًا الكثير من الكبار، الذين يسعون في الوقت الحاضر لحل الوضع. أكّد على أن استمرار الحرب ليس في مصلحة أحد. أبلغ أنه على الرغم من كل ذلك، فإن الحروب قد قلت في العالم، ورفاهية الناس قد تحسنت، وأنه يتم العمل لضمان استمرار هذا الأمر. اخلق أجواء هادئة وحافظ على الأمور الروتينية للحياة اليومية. كُن حاضراً بالنسبة للطفل. يحب الأطفال والشباب أن يكونوا بصحبة الآخرين ويفعلون الأشياء معًا. بإمكانكم لعب ألعاب الطاولة وقراءة كتاب والتجول في الهواء الطلق وممارسة النشاطات اليدوية والخبز ومشاهدة الأفلام العائلية.
يفضل التقليل من متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، إذا كانت تُسبب الضيق النفسي والخوف. شارك أفكارك وقلقك مع الأشخاص الكبار الآخرين. اعتنِ بنفسك وواصل مماسة هواياتك وافعل الاشياء اللطيفة. ممارسة الأفعال والحركة وتوجيه الاهتمام إلى فعاليات الحياة اليومية يُقلل من الضيق النفسي. أطلب المساعدة، إذا كنت تشعر أنك غير قادر على الاستمرار. المساعدة متوفرة للأطفال وللشباب وكذلك للوالدين أيضًا.
تُقدم رابطة مانّيرهيم لحماية الطفل مساعدة من خلال الحوار للأطفال وللشباب وللكبار.
رقم الهاتف المُخصص للأطفال والشباب لرابطة حماية الطفل لمانّيرهيم، الدردشة وخدمة الرسائل